المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي السائل أنقل لك جواب شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سئل مثل هذا السؤال فقال:
"الحمد لله ، وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها . وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم { إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم } . وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع فقال : يا بني يكذبون هذا يتكلم على لسانه . وهذا الذي قاله أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما . والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ."أهـ.
ولكن كثيرا ممن يقدمون العقل على النقل ينفون ذلك وينكرونه ؛ وربما أنكره البعض لما يراه من مبالغة بعض المعالجين للناس في هذا الباب فبعضهم لا يكاد يرد مريضا إلى طبيب بل كل من يأتيه فلا بد أن يكون ملبوسا أو مسحورا أو معيونا ولا يكاد يرد الامر إلى مرض عضوي أبدا !! وبعضهم يبالغ في طلب الأجور الباهظة هذا غير من يدخل على ذلك الشعوذة والطلاسم وغيرها مما جعل كثيرا من المعاصرين ينكرون هذا الباب جملة وتفصيلا ، والصواب انكار المنكرات التي يقترفها بعض الناس في هذا الباب ؛ لا انكار الأمر برمته كردة فعل .. وما ذكره شيخ الاسلام هو ملخص جوابنا ..
والله أعلم
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو أسامة الشامي ويرب الموضوع يعجبكم