كلنا نحب الحياة ..ولكن من منا أهتم بحياة قلبه ، من منا سعى ليكون قلبه حياً بحب الله وذكره
ألم نسمع قول النبى صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري
هل لازال لدينا شك أن الحياة هنا هى حياة القلوب
نعم هى كذلك فكلنا نحيا ونأكل ونشرب ونلهو ولكن ......
هذه الحياة نشترك فيها جميعا المؤمن والكافر الإنسان والحيوان
ولكن حياة القلوب نتميز بها نحن المؤمنون عن سائر خلق الله
إن موت القلوب هو الموت الحقيقي
وإن من مات وغفل وعمي قلبه وانشغل بغير ذكر الله فقد هلك والعياذ بالله بقوله تعالى:
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج 46.
قال ابن القيم : ( إن الغافل بينه وبين الله عزوجل وحشة لا تزول إلا بالذكر ولنعلم أن أفضل الذكر الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول الله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل).
إن الغفلة طريق ذو شرور ... إذا سلكه سالك حتى نهايته ، أوصله إلى النار
وليكن طريقنا بعيد عن هذا فلنذكر أسباب الغفلة عن ذكر الله :
1-المعاصي تصد عن الطاعات ، وخاصة إذا كثرت مع الإصراروعدم الاستغفار ، فإن ذلك
من أسباب الغفلة
2-طول الأمل شغل الكثيرين عن تذكر الموت والقبر والحساب ! فترى صاحب الأمل يمني نفسه بالأماني العريضة كأنه سيخلد في الدنيا !!
3-الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها
ومن علامات حب الدنيا حب المعصية وإلفها وهي من الشيطان أيضا
ورُوى أن سليمان بن داود عليهما السلام مر في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وشماله
فمر بعابد من بني اسرائيل فقال : والله يا ابن داود آتاك الله ملكا عظيما
فسمع سليمان وقال : لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما اعطى ابن داود فان ما اعطى ابن داود يذهب والتسبيحة تبقى)
فحب الدنيا رأس كل خطيئة كما في الحكمة المشهورة والغفلة هي ثمرة حب الدنيا قال تعالى: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) الروم 7.
ولا تفرح أذا أعطاك الله من الدنيا وأنت مقيم على معصيته فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) )الأنعام 44.
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 413
خلاصة حكم المحدث: إسناده قوي.
4-نسيان الآخرة والغفلة عن أحوالها وأهوالها
5-الغفلة عن الموت وتناسيه
6-الغفلة عن البعث الرهيب والحساب الدقيق
7-الغفلة عن النار وحرها
8-الغفلة عن الثواب والجنة
قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز
وجل).
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.
و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
فائدة الذكر:
1-تخفيف الأثقال يوم القيامة: وعن أبى هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله، قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2676
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
2-أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
3-أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل
4-ذكر الله يجعل قلبك حيا إذا اتعظ اتعظ و إذا خوف بالعذاب أو النار خاف.
5-أنه خير من الدعاء مع عظم شأن الدعاء:
فعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.
الراوي: - المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/220
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
6-أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
7-أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات
.
8-أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
9-أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
10-أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة
11-ذكر الله يجعل قلبك حيا إذا اتعظ اتعظ و إذا خوف بالعذاب أو النار خاف.
واخيرا يقول الحسن رحمه الله «هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم» وتلك عقبى الظالمين
فعلينا جميعا :تجديد التوبة والإنابة لله تعالى والإكثار من ذكر الله تعالى فذكر الله تعالى حياة للقلوب وغيث للنفوس فكثرة ذكرك لله تعالى جلاء لقلبك من أدران الغفلة
و تذكر القبرفالقبر منزل الوحشة وبيت الوحدة .. أهواله فظيعة ولحظاته شديدة .. ماذا أعددت له ؟؟؟
تذكر تلك الحفرة والتي لا ينجيك من أهوالها إلا العمل الصالح !!
قال تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) المؤمنون 99 , 100.
أحبتى فى الله حاسبوا أنفسكم فإن الموت وراء الجميع ....
اسال الله العظيم ان يحىى قلوبنا بذكرة وان يجعلها كافئدة الطير وان يجعل كل همنا وشغلنا فى هذة الدنيا هو ذكرة وشكرة وحسن عبادنة وان يجمعنا بالحبيب المصطفى فى الفردوس الاعلى[center]